المنتدى العربي للتفكيك
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إحتفاء بجاك دريدا في البحرين

اذهب الى الأسفل

إحتفاء بجاك دريدا في البحرين Empty إحتفاء بجاك دريدا في البحرين

مُساهمة  محمد شوقي الزين الأربعاء أغسطس 12, 2009 11:10 pm

مهرجان شبابي يحتفي بأبي التفكيكية وعرّابها في ذكرى رحيله الخامسة ..

أنهآر - المنامة

لم يحدث أن أثارت أي حركة فكرية في العقود الأربعة الأخيرة جلبة في الجامعات ودوائر النقاش العلمي كما أثارت التفكيكية، ورغم وفاة عرابها المفكر الفرنسي جاك دريدا منذ خمس سنوات إلا أن التفكيكية ما زالت مصرة على الاندساس والحضور حتى مع الدعوات التي أطلقت بموت هذه الموضة، الأمر غريب مما يقوله دريدا : "الأرجح أن موضة معينة قد تضاءلت، لكن التحليل النفسي علمنا أن الأب الميت على سبيل المثال يستطيع أن يكون حيا بالنسبة لنا وقوياً ومخيفاً أكثر من الأحياء، إنها مسألة الأطياف".

الموت ودريدا والأطياف هم ثيمات الاحتفاء الذي ستطلقه فعاليات "تاء الشباب" في الحادي عشر والثاني عشر من أغسطس المقبل أحياءا للذكرى الخامسة لرحيل المفكر العالمي جاك دريدا. ويقوم المهرجان الذي يقام في العاصمة البحرينية المنامة على أفكار عدة منها التشجيع على القراءة والاحتفاء بالعمارة والتراث والاحتفاء بالشخصيات العالمية في الحقول المعرفية المختلفة حيث ينظم المهرجان مجموعة من شباب البحرين بدعم وزارة الثقافة والإعلام.

و"الأطياف" هو عنوان سلسلة من الإصدارات ستدشنها وزارة الثقافة والإعلام للاهتمام بالمفكرين العالميين في حقول الإنسانيات حيث أزيح الستار خلال المؤتمر الصحفي للإعلان عن صيف البحرين وتاء الشباب عن هذه السلسلة التي ينتظر أن تنتظم خلالها احتفائيات تالية بإدوارد سعيد وبول ريكور وهابرماس ورورتي وليفيناس وغيرهم.

و في رزنامة أنشطة تاء الشباب ثلاث فعاليات متصلة بهذه الالتفاتة، وهي كلها منذ العناوين منصرفة إلى التشاكل مع دريدا وعوالمه، فهناك حديث عن "الوعد" في الفعالية الأولى : "وعد الصورة"، والوعد هو عنوان أحد السيمنارات التي ألقاها دريدا على طلبته حيث كان يكرس لكل كلمة مفتاحية سنة دراسية لاستبارها وتوليد الإمكانيات والاستراتيجيات التحليلية والنصية من خلالها، والفعالية الثانية بعنوان "في سماوات الاختلاف"، ومن المعروف أن "الاختلاف هي الكلمة المفتاحية الأولى في التفكيك حتى أن دريدا ليلقب بفيلسوف الاختلاف فهو مع فوكو وديلوز أقاموا توجها كاملا يعرف في منحنيات الطرح المتصل بتاريخ الفلسفة بفلسفة الاختلاف، أما الفعالية الثالثة فتجيء بعنوان "تلويحة خامسة لطيف"، والطيف فكرة أثيرة لدى دريدا منذ التفاته إلى الطيف الذي كان يشاغب هاملت في أدب شكسبير، وهو طيف موظف في توظيف مشابه لتوظيف "عزازيل" في رواية يوسف زيدان التي نوقشت ضمن تاء الشباب أيضاً، إلى طيف ماركس أو أطياف ماركس وهو عنوان كتاب من أهم كتب دريدا (ترجمه منذر عياشي من جامعة البحرين)، هذا في حين أن "التلويحة" (تلويحة خامسة لطيف) ليست بعيدة عن مناخات دريدا وانشغاله بالذكرى والتذكر والذاكرة وآثار الحدث وتوليداته.

وسيكون ضيوف تاء الشباب في الفعاليات الثلاث التي تحتفي بدريدا هم صفاء فتحي وحسام نايل وهما اسمان من أكثر الأسماء العربية عكوفا على دريدا والاستراتيجيات التفكيكية، فصفاء فتحي المصرية المقيمة في باريس عاشت تماسا حقيقيا مع جاك دريدا في حياته، إلى الحد الذي كانت هي وزوجته فقط المسموح لهما بالدخول على غرفة دريدا بالمستشفى في أيام مرضه الأخير، و قد ترجمت كتابه الشهير "ماذا حدث في 11 سبتمبر" إلى العربية، كما أصدرت مؤلفا مشتركا مع الفيلسوف الفرنسي بالفرنسية، وأنجزت فيلما تسجيليا (مقرر عرضه في تاء الشباب) حول جاك دريدا، قام الفيلسوف بنفسه بدور البطولة فيه. وسيعرض المهرجان خلال أمسية صفاء فتحي الشعرية عرضاً مدبلجاً لشعره بالفرنسية من إلقاء دريدا، الجدير ذكره هو أن دريدا قد كتب مقدمة لمسرحية إرهاب التي كتبتها صفاء بالفرنسية وترجمها بشير السباعي إلى العربية.

ولعل أهم ما في الفعاليات الثلاث التي ستطويها (تاء الشباب) هو إصدار الكتاب التذكاري الذي يشارك فيه عدد من المعنيين العرب بفكر دريدا وهم صفاء فتحي، حسام نايل، د. عبدالله الغذامي، د. عصام عبدالله د. أحمد علدالحليم طه، والدكتور محمد شوقي الزين وزاهي فريد وعلى هامش التدشين سوف يكون هناك معرض للفنانة البحرينية وحيدة مال الله تتناول فيه دريدا بطريقتها المبتكرة حيث سبق أن كان لها عمل مشابه حول دريدا بأسلوب الكولاج الفني.

ويصدر الكتاب كتحية عربية في ذكرى مرور خمس سنوات على موت فيلسوف التفكيك وهو القائل: "كل كتاباتي عن الموت، فإذا لم أصل إلى المكان الذي أستطيع فيه أن أتصالح مع الموت سأكون قد فشلت وإذا كان لي هدف واحد فهو أن أتقبل الموت والاحتضار"، لقد مات جاك دريدا في التاسع من سبتمبر 2004 بالسرطان لكن التفكيكية ما تزال باقية، إنها تسافر إلى ما وراء كلمة التفكيك وربما سيأخذ هذا وقتاً طويلاً كما تنبأ دريدا ذات مرة.
محمد شوقي الزين
محمد شوقي الزين
Admin

المساهمات : 25
تاريخ التسجيل : 12/08/2009
الموقع : http://www.mohammed-zine.com

https://jacques-derrida.rigala.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى